الباب الثالث: القذف والخصومات وبذاءة اللسان
الفصل الأول: القذف
وفيه مبحثان.
الفصل الثاني: الجدال والخصومة.
وفيه ثلاثة مباحث.
الفصل الثالث: بذاءة اللسان بقبيح الكلام.
وفيه خمسة وعشرون مبحثاً.
الفصل الرابع: وجوب حفظ اللسان.
الفصل الأول: القـذف
المبحث الأول: تعريف القذف
يقال: قذف بالحجارة (أي) رمى بها، والمحصنة رماها بزنية... والتقاذف الترامي... ( ) .
وهو في الأصل رمي الشيء بقوة، ثم استعمل في الرمي بالزنا ونحوه( ).
المبحث الثاني: الترهيب من الوقوع في القذف
قال الله تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْـمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَـمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَـهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ( ).
وقال سبحانه: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّـهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِالله إِنَّهُ لَـمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْـخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ الله عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِالله إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * وَالْـخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ الله عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ( ).
وقال : إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْـمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْـمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَـهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ الله دِينَهُمُ الْـحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ الله هُوَ الْـحَقُّ الْـمُبِينُ( ).
وقال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ الآيات( ).
وعن أبي هريرة عن النبي قال: ((اجتنبوا السبع الموبقات)) قالوا: يا رسول الله ما هن؟ قال: ((الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولّي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات))( ).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي بمنى: ((أتدرون أيَّ يومٍ هذا؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((فإن هذا يوم حرام. أتدرون أي بلد هذا؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((بلد حرام. أتدرون أيَّ شهر هذا؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((شهر حرام)) قال: ((فإن الله حرم عليكم دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا))( ).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: ((والغرض - من هذا الحديث- بيان تحريم العِرْض - الذي هو موضع المدح والذم من الشخص - أعمّ من أن يكون في نفسه، أو نسبه، أو حسبه))( ).
وعن أبي هريرة عن النبي أنه قال: ((كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وعرضه، وماله))( ).
وعن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يقول: ((من قذف مملوكه وهو بريء مما قال، جُلِدَ يوم القيامة إلا أن يكون كما قال))( ).
وحديث الإفك الطويل فيه أحكام كثيرة، لا يتسع المقام لذكرها( ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق