بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وصلى الله على سيد الهداة وأفضل المرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه ومن أحيا سنته وأقام شريعته إلى يود الدين وسلم تسليما كثيرا .
وبعد فإن من مخطوطات دار الكتب الظاهرية بدمشق كتابا اسمه ( الكواكب الدراري في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري ) لإبن عروة الحنبلي الدمشقي وهو لم يقتصر فيه على أحاديث المسند ، بل تعرض لكل ما يناسبها من بحوث العلماء ورسائلهم ومؤلفاتهم فأوردها في كتابه كلما عرضت لذلك مناسبة .
وأكثر ما يورده من هذه البحوث والرسائل والمؤلفات ما كان منها بأقلام علماء الحنابلة ، ولا سيما شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه وطبقتهم فاتسع بذلك كتاب ( الكواكب الدراري ) حتى بلغ مائة وخمسين مجلدا كبيرا فقد ويا للأسف الكثير منها ، وحفظ في دار الكتب الظاهرية بضعة وأربعون مجلدا من هذا المؤلف الحافل ، بعضها من أوائل الكتاب وبعضها من أواسطه أو أواخره ، وقد تجاوز بعضها المجلد العاشر بعد المائة . وإن كثيرا من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ورسائله التي طبعة إنما استخرجت من هذا البحر الذي لا ينضب معينه .
وفي جمادى الأولى من سنة 1321 ، وكنت يافعا أتطلع إلى علم السلف بلهفة الناشئ المتزود ، عثرت في المجلد الحادي والأربعين من ( الكواكب الدراري ) على مذكرات لشاهد عيان ألمت بنواحي من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لا يغني عنها ما كتبها الكاتبون وألفه المؤرخون في ترجمته ، وبعض هذه المذكرات عما قام به هذا الوارث لعلم النبوة من واجب العلماء في الحياة العملية والإرشاد الفعلي ، وبعضها الآخر عما وقع للشيخ وهو مسجون في قاعة الترسيم في القاهرة .
وكاتب المذكرات خادمه إبراهيم بن أحمد الفياني الذي كان معه طول مدة حبسه في قاعة الترسيم ، ثم كان رسوله إلى دمشق عندما نقلوه إلى البرج الأخضر في الإسكندرية ومنعوا في بادئ الأمر أن يكون معه أحد .
ومذكرات خادم الشيخ مكتوبة بلغة بين العامية والفصحى ، وكاتبها لطول صحبته بالشيخ اكتسب من علمه وصلاحه وصحة إيمانه ، إلا أنه لم يكن له ملكة العربية الفصحى ما يرفعه عن مستوى أمثاله *. وقد حرصت على إبقاء ألفاظه كما هي لما في ذلك من فائدة الوقوف على لغة الجمهور في ذلك الحين ، ولم أصحح غير الإعراب في مواضع قليلة من الرسالة لأن إبقاءه على غير الصواب لا فائدة منه كالفائدة التاريخية التي توقعتها من المحافظة على الألفاظ العامية ، وبهذا أعطيت الأمانة حقها بالمحافظة على ألفاظ خادم شيخ الإسلام ابن تيمية ، كما أديت للعربية حقها فيما يتعلق بالإعراب لأن مخالفته لا فائدة منها .
وقد علقت على مواضع من هذه المذكرات بما يزيدها وضوحا ولا سيما في تعيين أوقات الحوادث وتسمية أيامها ، مقتبسا ذلك مما كتبه أبو عبدالله محمد بن عبدالهادي المقدسي ( 704-744 ) في العقود الدرية وما نقله عن العالم المؤرخ علم الدين القاسم ابن محمد البرزالي الأشبيلي ( 665-739 ) والحافظ شمس الدين أبي عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ( 673 – 748 ) وغيرهما من أعلام ذلك العصر .
وكان يجب أن أنشر هذه الرسالة قبل عشرات السنين ، ولكن نسختها التي كتبتها بخطي في طفولتي لم تقع في يدي إلا الآن فحمدت الله على وجودها ، فبادرت بنشرها وإحيائها ، لما أرجوه من فوائدها العلمية والتاريخية ، والله الموفق .
الحمدلله رب العالمين وصلى الله على سيد الهداة وأفضل المرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه ومن أحيا سنته وأقام شريعته إلى يود الدين وسلم تسليما كثيرا .
وبعد فإن من مخطوطات دار الكتب الظاهرية بدمشق كتابا اسمه ( الكواكب الدراري في ترتيب مسند الإمام أحمد على أبواب البخاري ) لإبن عروة الحنبلي الدمشقي وهو لم يقتصر فيه على أحاديث المسند ، بل تعرض لكل ما يناسبها من بحوث العلماء ورسائلهم ومؤلفاتهم فأوردها في كتابه كلما عرضت لذلك مناسبة .
وأكثر ما يورده من هذه البحوث والرسائل والمؤلفات ما كان منها بأقلام علماء الحنابلة ، ولا سيما شيخ الإسلام ابن تيمية وتلاميذه وطبقتهم فاتسع بذلك كتاب ( الكواكب الدراري ) حتى بلغ مائة وخمسين مجلدا كبيرا فقد ويا للأسف الكثير منها ، وحفظ في دار الكتب الظاهرية بضعة وأربعون مجلدا من هذا المؤلف الحافل ، بعضها من أوائل الكتاب وبعضها من أواسطه أو أواخره ، وقد تجاوز بعضها المجلد العاشر بعد المائة . وإن كثيرا من كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ورسائله التي طبعة إنما استخرجت من هذا البحر الذي لا ينضب معينه .
وفي جمادى الأولى من سنة 1321 ، وكنت يافعا أتطلع إلى علم السلف بلهفة الناشئ المتزود ، عثرت في المجلد الحادي والأربعين من ( الكواكب الدراري ) على مذكرات لشاهد عيان ألمت بنواحي من حياة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لا يغني عنها ما كتبها الكاتبون وألفه المؤرخون في ترجمته ، وبعض هذه المذكرات عما قام به هذا الوارث لعلم النبوة من واجب العلماء في الحياة العملية والإرشاد الفعلي ، وبعضها الآخر عما وقع للشيخ وهو مسجون في قاعة الترسيم في القاهرة .
وكاتب المذكرات خادمه إبراهيم بن أحمد الفياني الذي كان معه طول مدة حبسه في قاعة الترسيم ، ثم كان رسوله إلى دمشق عندما نقلوه إلى البرج الأخضر في الإسكندرية ومنعوا في بادئ الأمر أن يكون معه أحد .
ومذكرات خادم الشيخ مكتوبة بلغة بين العامية والفصحى ، وكاتبها لطول صحبته بالشيخ اكتسب من علمه وصلاحه وصحة إيمانه ، إلا أنه لم يكن له ملكة العربية الفصحى ما يرفعه عن مستوى أمثاله *. وقد حرصت على إبقاء ألفاظه كما هي لما في ذلك من فائدة الوقوف على لغة الجمهور في ذلك الحين ، ولم أصحح غير الإعراب في مواضع قليلة من الرسالة لأن إبقاءه على غير الصواب لا فائدة منه كالفائدة التاريخية التي توقعتها من المحافظة على الألفاظ العامية ، وبهذا أعطيت الأمانة حقها بالمحافظة على ألفاظ خادم شيخ الإسلام ابن تيمية ، كما أديت للعربية حقها فيما يتعلق بالإعراب لأن مخالفته لا فائدة منها .
وقد علقت على مواضع من هذه المذكرات بما يزيدها وضوحا ولا سيما في تعيين أوقات الحوادث وتسمية أيامها ، مقتبسا ذلك مما كتبه أبو عبدالله محمد بن عبدالهادي المقدسي ( 704-744 ) في العقود الدرية وما نقله عن العالم المؤرخ علم الدين القاسم ابن محمد البرزالي الأشبيلي ( 665-739 ) والحافظ شمس الدين أبي عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ( 673 – 748 ) وغيرهما من أعلام ذلك العصر .
وكان يجب أن أنشر هذه الرسالة قبل عشرات السنين ، ولكن نسختها التي كتبتها بخطي في طفولتي لم تقع في يدي إلا الآن فحمدت الله على وجودها ، فبادرت بنشرها وإحيائها ، لما أرجوه من فوائدها العلمية والتاريخية ، والله الموفق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق